المصابون بعمى الالوان السياسي

المصابون بعمى الالوان السياسي

  • المصابون بعمى الالوان السياسي

افاق قبل 8 شهر

المصابون بعمى الالوان السياسي

بقلم رئيس التحرير 

عمى الألوان العضوي، مصدره تشوه في أعصاب العين يؤدي إلى فقدان صاحبها القدرة على التمييز بين بعض الألوان، الأمر الذي يحرمه ليس من القدرة على متعة تلمس جماليتها، بل يعرض صاحبه أيضا للخطر، عندما يفقد، على سبيل المثال إمكانية التمييز بين اللونين الأخضر والأحمر في إشارات المرور الضوئية. الخطورة هنا، ان المصاب لا يعرض حياته هو فقط للخطر، وإنما، وهذا هو الأسوأ، يعرض حياة الآخرين، ممن لا يعرفون إصابته بذلك المرض للخطر أيضا.

المحصلة النهائية خسائر محتومة يذهب ضحيتها الأبرياء، وتقع مسؤوليتها على من لا يدرك إصابته بذلك العمى، او يرفض الاعتراف بإصابته به.

هناك نوع آخر من أنواع عمى الألوان، وهو عمى الألوان السياسي الذي يتفشى في سلوك من يدعون قيادات العمل السياسي. أعراض ذلك المرض الخبيث، هو فقدان قادة العمل السياسي أولئك القدرة على التمييز بين ألوان طيف الواقع السياسي الذي يعيشونه. حينها تتساوى عندهم درجة الألوان، إلى درجة تقترب من توحدها في لون واحد، يجبرهم على التقوقع في شعار واحد فقط، يجردهم من اكتساب المرونة التي لا تستغني عنها أي حركة سياسية. تتحول القوة السياسية المصابة بذلك النوع من المرض إلى جسد ضعيف أسير لشعار واحد ضيق الأفق ينهك قواها، ويحظر عليها، وبقرار ذاتي، الإتيان بأية حركة إبداعية تساعدها على الخروج من ذلك الأسر، أو حتى تجاوز دائرته.

بعض قيادات العمل السياسي العربي ما زالوا مصابون بعمى الاولوان وما زالوا يجهلون ابجديات العمل السياسي . وكما هو الحال في عمى الألوان العضوي، الذي تتعدد أنواعه، فهناك المتوارث، وهناك الأكثر شيوعا والناجم عن خلل في الشبكية أو العصب البصري، وأحيانا جراء اختلالات معينة في مساحات معينة من الدماغ، نجد أيضا أن عمى الألوان السياسي، تعود أسبابه إلى عوامل وراثية بسبب تقوقع بعض القوى السياسية في مناهج فكرية توارثتها من مدارس قديمة بالية لم تعد ملائمة لفهم الواقع السياسي القائم، مما يفقد تلك القوى القدرة على رؤية ألوان تضاريس ساحتها السياسية بالوضوح المطلوب الذي يؤهلها لفهم ذلك الواقع أولا، والتعامل معه بحرفية عالية ثانيا، ووضع الحلول السليمة المناسبة لتطويره ثالثا. لكن هناك أيضا عمى الألوان السياسي المكتسب الذي تصاب به بعض القوى السياسية التي لا تمتلك الذهنية السياسية الديناميكية المرنة التي تبيح لها رؤية ألوان تضاريس ساحتها السياسية، فلا ترى فيها سوى لون واحد تبني رؤيتها السياسية على أساساته. في اختصار لم يعد من المبرر ولا المقبول أيضا، أن يستمر العمى السياسي مسيطرا على القوى السياسية العربية، التي ستقودنا جميعا، مالم تبادر إلى العلاج، أمام حالة مشابهة لتلك التي وصفها الأديب البرتغالي جوزيه سارا ماغو، في روايته «العمى»، الذي أصيب به سائق سيارة عند اقترابه من إشارة المرور الضوئية، لكن الأمر لم يقف عند ذلك الحد فقد انتقلت عدوى الإصابة بالعمى لكل من اقترب من تلك الإشارة الضوئية حتى باتت ظاهرة متفشية في صفوف جميع سكان تلك المدينة.هذا هو حالنا اليوم مع مصابي عمى اللون السياسي الواحد الذي لا ينظرون للواقع الذي تعيشه الامه الا من وازع آني ومصلحي وفوقي محض تحركهم نوازعهم الشخصيه يحللون لانفسهم حق التسلط والتنمر وباتت الخيانه لديهم وجهة نظر ييحللون لانفسهم ما يريدونه ويحرمون لغيرهم ما لا يريدونه وازعهم في ذلك مصالحهم الانيه والذاتيه وحب السيطره وهم يدركون انهم في المحصله ليسوا سوى دمى في يد مشغليهم

 

التعليقات على خبر: المصابون بعمى الالوان السياسي

حمل التطبيق الأن